ياسمينة مشرف
عدد المساهمات : 35 نقاط : 73 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 19/10/2010
| موضوع: انواع القلوب وأمراضها الخميس ديسمبر 02, 2010 11:11 am | |
| انواع القلوب
1- القلب السليم: وهو الذي ينجو يوم القيامة قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)" ( الشعراء) ويقول تعالى أيضاً : "وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) " ( الصافات ) والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةتخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسول الله . وبالجملة فالقلب السليم الصحيح هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل خلصت عبوديته لله: إرادة، ومحبة،وتوكلا، و إنابة، و إخباتا، وخشية، ورجاء، وخلص عمله لله وحده، فإن أحب أحب لله، وإن أبغض أبغض في الله، و إن أعطى أعطى لله،و إن منع منع لله، فهمه كله لله،وحبه كلهلله، وقصده له،وبدنه له،و أعماله له، ونومه له ،ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهىإليه من كل حديث، و أفكاره تحوم حول مراضيه ، ومحابه نسأل الله تعالى هذاالقلب. 2-القلب الميت: وهو ضد الأول الذي لا يعرفربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيهاسخط ربه وغضبه، فهو متعبد لغير الله:حبا، وخوفا، ورجاء، ورضا وسخطا، وتعظيما وذلا،إن أبغض أبغض لهواه، و إن أحب أحب لهواه، و إن أحب أحب لهواه، و إن أعطى أعطىلهواه، و إن منع منع لهواه، فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلةمركبه.نعوذ بالله من هذا القلب. 3- القلب المريض: هوقلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مره وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى و الإيمان به، و الإخلاص له، والتوكل عليه: ماهو مادةحياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب وحب العلو،والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق، والرياء، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه.نعوذ بالله من هذا القلب. ويقول الصادق البشير " الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " ( البخارى ومسلم ) والقلب هنا المقصود به ليس العضو الذى يضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم ولكن يقصد بالقلب هنا ( الضمير ) كما يطلق عليه علماء النفس وذكر أيضا بالفؤاد وجمعها أفئدة فى القرآن قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) " (القصص ) و قال تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) " ( الأنعام ) وهو الجزء المسئول عن اختيار طريق الخير أو الشر وكما أن القلب للجسد يضخ إليه الدم فإذا توقف مات الإنسان فكذلك القلب هنا مسئول عن التحكم فى الجوارح فإذا توقف أو فسد اهلك صاحبه بإدخاله جهنم وبئس المصير. وكما أن القلب العضوى يمرض ويعالج وله أمراض كثيرة فكذلك القلب الروحى له أمراض كثيرة منها له علاج ومنها ليس له علاج فهو مرض مستعصى
أنواع أمراض القلوب
الكلام يتعلق بمرض القلب وصحته، لا شك أن أسباب المرض كثيرة، ومنها تلقي الشبهات، فالله تعالى قد ذكر أن القلوب تمرض: قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌفَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا" ( البقرة:1 ).
مرض القلوب نوعان: 1- مرض شهوة 2- مرض شبهة
وقد ذكر الله مرض الشهوة في قوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]. هذا مرض الشهوة: وهو الذي يميل إلى الفواحش ويطمع في الأجنبية إذا خضعت بالقول.فلذلك قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ [الأحزاب:32]، ينهى نساء النبي عن هذا.
مرض الشبهة فهو أشد وهو الذي يصُد القلب عن الحق، ومتى صد القلب عنه ابتلي بالباطل. وقد ذكر الله للقلوب أنواعاً من الأمراض فمنها:
**الطبع : قال تعالى حكاية عن اليهود: قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا " [النساء155]
فالطبع عليها معناه، أنه ختم عليها بحيث لا يصل إليها الخير ولا تعرفه ولا تطمئن إليه، وهذا الطبع هو أشد الأمراض.
** الختم: وهو بمعنى الطبع، قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَىأَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ [البقرة:7]. وقال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُعَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَة" ً [الجاثية:23]. ومعلوم أن الختم هو تغطية الشيء بحيث لا يصل إليه شيء، كما في الظروف المختومة التي لا تصل إليها الأيدي، فالقلب الذي قد ختم عليه لا يصل إليه الخير ولا ينتبه للمواعظ ولا يتذكر، وسبب ذلك هو الشبهات.
** الزيغ، قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ": فَلَمَّا زَاغُواأَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ " [الصف:5].
والزيغ :معناه الانحراف والميل، ولا شك أن سببه الشبهات والتشكيكات التي تجعل الحق عنده باطلاً والباطل حقاً، فيميل عن الحق إلى الباطل وذلك هو الزيغ.
وقد ذكر الله أيضاً أسبابه، فذكر من أسبابه أنهم زاغوا بأنفسهم فزادهم الله من ذلك .
وذكر أيضاً من أسبابه تتبع المتشابهات، قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( ( آل عمران ) ** القسوة: التي هي قسوة معنوية، بحيث إن القلب لا يصل إليه الخير ولا يلين.
قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم": ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَكَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [ "البقرة:74]. وقال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم": أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْلِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُواالْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ" [الحديد:16].
فعابهم بأنهم قست قلوبهم، وأبعدالقلوب من الله تعالى القلب القاسي، وهو الذي لا يلين لموعظة ولا يتأثر بتذكير ولا يقبل ذكراً، ولا يتأثر بتخويف، وتأتيه الإرشادات والنصائح وهو يصد عن كل ذلك صدوداً، ولا يزيده ذلك الأمر إلا نفوراً، وما ذاك إلا أنه ممتلئ من الانحراف وممتلئ من الشبهات، ولم يبق فيه محل للمواعظ ولا محل للاعتبار ولا لقبول الحق، فكان بذلك قلباً قاسياً لا يلين، وشبه بحجارة أو أشد من الحجارة.
** الران أو الرين الذي ذكره : فقال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" [المطففين:14].
الران أو الرين: هو الغطاء الذي يحجب القلب عن الاعتبار ويحجبه عن التذكر ولا يصل إليه الخير، ولا شك أن سببه كثرة الذنوب؛ فكلما كثرت الذنوب صارت أغلفة على القلب؛ غلافاً فوق غلاف وغطاء فوق غطاء، إلى أن يشق اختراقها وتعسر تنقيتها وإزالتها!
** الإقفال : وهو أشد الأمراض كما ذكر بعض العلماء وهو الذي ذكره الله فقال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ": أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا: [محمد:24].
ولا شك أن القفل هو ما يغلق به الباب ويوصد ولا يمكن فتحه إلا بمفتاحه الذي صنع له، فالقلب إذا كان قد أقفل ولم يكن له ما يفتح به، فإنه يبقى محجوباً ومحجوزاً لا يصل إليه خير . ........... _____ | |
|